وفيما يتعلّق بالخبر الذي يتصدر وكالات الأنباء الفلسطينية حول مقتل العميل أبو شباب، الذي كان يتزعّم عصابة مسلّحة في القطاع تتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، وتقييم مقتل هذا العميل الفلسطيني في هذا التوقيت، أكّد الكاتب والباحث السياسي علي مراد أنّ عملية قتل هذا الشخص مسألة مهمة بالنسبة لمستقبل غزة، حيث كان سجيناً في سجون وزارة الداخلية في قطاع غزة قبل طوفان الأقصى، وهو متورّط في تشكيل عصابة وممارسة أعمال منافية للقانون.
ونوّه مراد إلى أنّه بعد قصف السجون خرج من السجن، واستقطبته قوات العدو الإسرائيلي. وقد جرى استقطابه بالمال والسلاح المقدّم له من قبل جيش العدو، واستطاع تكوين قوة مسلّحة كانت تمارس أعمال عصابة. هي عصابة بالفعل، لكنها كانت تحاول تمكين العدو من الوصول إلى أهدافه، أي التبليغ عن المقاومين، والتحرّش بالمواطنين الآمنين، وسرقة المساعدات. حتى إنّ العدو كان يعوّل عليه كمشروع للفترة القادمة، وهذا هو الأمر الخطير برأيي الذي سقط مع اغتياله، لأنه كان هناك مشروع لإنشاء جيش أنطوان لحد بقيادة أبو شباب، بالسيناريو والشكل نفسيهما.
وحول الخسائر الإسرائيلية مع مقتل العميل أبو شباب، في ظل أنه كان يُعوَّل عليه ليكون نموذجاً في قطاع غزة كسيناريو العميل أنطوان لحد في لبنان، أوضح مراد أن ما أرساه الاحتلال في إطار وقف إطلاق النار وتشكيل ما يُسمّى بـ"الخط الأصفر" والمنطقة الخاضعة لسيطرة جيش العدو، كان أبو شباب ضمن هذه المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي. وكان يعمل على محاولة ضمّ مناطق جديدة باستعمال أبو شباب وعصابته، بمعنى محاولة ضمّ المناطق التي تحت سيطرة المقاومة وفصائل المقاومة الفلسطينية. الهدف هو الانتقال تدريجياً عبر دعمه مالياً وتسليحياً ومعلوماتياً ليكون الأداة التي تخدم جيش العدو.
ولفت مراد إلى أنّ سيناريو جنوب لبنان خلال فترة الاحتلال ما بين 1978 و2000 أراد العدو استنساخه في قطاع غزة، بمعنى أنه ليس هناك حلّ سوى تنصيب شخص ليحكم القطاع بطريقة عميلة تخدم أهدافهم وتحقق ما يطلبونه وتؤمّن لهم الأمن. في نهاية المطاف، في جنوب لبنان خلال فترة الاحتلال، كان الإسرائيليون يصنّفونه منطقةً عازلة بينهم وبين الخطر. النقاط العسكرية التي كانت موجودة في جنوب لبنان أراد الاحتلال الإسرائيلي اليوم أن ينصّب نقاطاً عسكرية مشابهة لها في شرق القطاع من الشمال في بيت لاهيا حتى رفح جنوباً. لاحظوا أيضاً أنهم وضعوه في منطقة رفح، لماذا؟ لأن المعبر هناك، وقد اتخذوا قراراً بفتح المعبر من جانب واحد. كانت هناك خطط كان ينبغي أن يُعطى أبو شباب دوراً فيها تتعلّق بإفراغ القطاع من سكانه، بالإضافة إلى العمل الأمني الذي ينفّذه بالنيابة عن العدو.
شاهد أيضا.. غزة تشهد تصعيداً: مقتل ياسر أبو شباب يزلزل الإحتلال ويثير القلق الدولي!
وحول أثر مقتله كمكسب على المقاومة الفلسطينية في هذه المنطقة، رأى مراد أن هذه المكاسب وما حصل يُعتبران ــ بالعُرف الفلسطيني ــ أن الخائن والعميل يُقتل، وبالتالي ارتفعت الروح المعنوية في الوسط الشعبي، حيث شهدنا احتفالات ليس فقط في غزة أو الضفة الغربية، بل حتى في مخيمات الشتات. وهذا يعكس أن ثقافة المقاومة متجذّرة في المجتمع الفلسطيني. إذن، المشروع الذي يخدم الاحتلال يرفض مثل هذه الظواهر، وبالتالي كلّ من سيحاول أن يخلف أبو شباب في هذه المهمة يعرف مسبقاً أن مصيره القتل. هذا دائماً مصير العميل الذي يخون أبناء أمته وبلده.
كما ألقى البرنامج الضوء على مقتل العميل أبو شباب الذي كان يتزعّم هذه العصابة المسلّحة في القطاع والتي تعاملت مع الاحتلال الإسرائيلي، ومن الطبيعي أن يثير هذا المقتل ردود فعل وتحليلات في الإعلام العبري. دعونا نشاهد بعضها.